كلمة السيد نائب مدير الجامعة المكلف بالتكوين العالي في الطورين الأوّل والثاني والتكوين المتواصل والشهادات وكذا التكوين العالي في التدرّج




Photo Directeur

إنّ حركية الأمم وضمان استمرارها يكمنان في قوّة مؤسساتها التعليمية وفي مقدّمتها المؤسسة الجامعية التي تحمل على عاتقها نبل المسؤولية وفاعليتها، وشرف الأداء وتأثيره، ذلك لأنّ مسعاها يقوم على الاستثمار في الإنسان بدءا بصقل شخصيته وترسيخ مُكنته في التخصّص الذي ينتسب إليه، إلى بناء مقوّماته الوطنية الثابتة وتحسيسه بضرورة دوره في الإسهام في بناء وطنه إيمانا منه بأنّه واجب يقي الأمّة من التلف والزوال ويدفع بها إلى التجدّد الذي يتفاعل مع مناحي القطاعات الأخرى لاستكمال جودة الأداء والتّشارك في مواكبة المسيرة الحضارية والإنسانية في ظل المحضن الجماعي الاضطراري الذي يُسمّى العولمة.

في ضوء هذا المُعطى الأدائي دأبت مؤسسة التعليم العالي الجزائرية على تسطير أهدافها وطموحاتها في إرساء نُظم وإصدار تشريعات تُسهم بقوّة في تطوير الأداء البيداغوجي والعلمي في الجامعة موسّعة قنواتها في التواصل الرقمي الذي يختزل المسافات في الأداء البيداغوجي ويوفّر الثروة الزمنية التي تنشّط العملية البيداغوجية متوسّلة بالأساليب الناجعة في تأسيس الرسوخ المعرفي، وتحديث آلياته ومناهجه التي سينفتح بها على المنظومة المؤسساتية في جميع الميادين ـ داخل الوطن وخارجه عن طريق تبادل الخبرات والتجارب النافعة التي توجهها المراسيم والقوانين الصادرة والمسطّرة من الوزارة الوصيّة، وذلك بغية إثراء العملية البيداغوجية وتطويرها تفاديا لأيّ تقصير أو إخفاق يؤثّر على مردود المؤسسّة ممّا يُصعّب تعويضه.

إنّ العملية البيداغوجية في مؤسسات التعليم العالي هي الشريان الذي يمدّ مختلف القطاعات بالحركية الاقتصادية والعلمية والحضارية التي تضمن لها تحقيق مكاسبها لأنّها تنقل الطالب والأستاذ من مرحلة التعلّم إلى مرحلة الاكتساب والتكوين ثمّ إلى البحث والتأثير والابتكار والرّيادة وطموح القيادة العلمية، وهذا ممّا تتشارك فيه الأمم في أوطانها مدافعة بالعلم والأداء عن وجودها وخصائص هويتها ومؤسساتها.

لقد بات من الضروري أن تسهر جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية على أدائها البيداغوجي بمساعي حثيثة تُستثمر فيها الخبرات وتُفعّل بها المناهج التي تعدّ الأسلحة الضامنة لبقاء الجامعة لمّا ترافقها الأداءات البيداغوجية المدروسة بوعي جماعي ينسجم مع عمق الأداء العلمي المُرسِّخ للهوية الوطنية.



أ.د زين الدين بن موسى